الخميس، 14 أغسطس 2014

حذاري من الفشل يا خضر الأردن *

بخلاف تجربة سابقة للتأسيس مر بها " حزب الخضر الأردني " قبل عام تقريباً  , جوبهت بالوأد و هو ما يزال جنين,   فإن عوامل كثيرة قد تسهم في فشل مساعي الخضر نحو تحقيق اهدافهم التي ينادوا بها  مستقبلاً.
فالمشهد الحزبي  في الأردن و الذي يزدحم كماً و نوعاً بالأحزاب السياسية , لدرجة أني أجد احياناً صعوبة كباحث في شئون الاحزاب في تذكر أسماء بعض أمنائها العامين نظرا لعددهم الكثير  , تتجه معظم أحزابنا  و بالتالي أهدافها و برامجها  نحو العمل و التخصص و المشهد السياسي فقط , رغم ان انظمتها الداخلية تذكر أهداف تدعو للعمل في مجالات اخرى متعددة كثيرة ,   دونما أي تركيز يذكر عليها على ارض الواقع  , و هذا ما قد يكون أحد عوامل فشل الخضر الرئيسية فيما لو ساروا في نفس الاتجاه و حادوا عن اهدافهم الرئيسية التي انشأوا حزبهم لاجلها و تحولوا من حزب ذو سياسة خضراء إلى حزب سياسي بحت .
أعتقد أنه ينبغي على الخضر أيضاً أن يدعّموا حزبهم منذ التأسيس بالنشطاء البيئين , و أن يحصّنوه بالأفكار و الدراسات الخضراء التي تظهر اهمية و فوائد تطبيق السياسة الخضراء داخل المجتمع الاردني , و أن يولوا قضايا العدالة الاجتماعية المهمّشة و تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة عناية كبيرة في العمل و التخطيط و البرامج و العمل , فمجال العمل في هذه المجالات كبير جداً و  يكاد لا ينتهي و يستغرق منهم جهداً و وقتاً في الإعداد و التنفيذ و التطبيق , و الكثير  أيضاً من الدراسات التي تسبق كل ذلك و ذاك .
هم مطالبون بتاهيل و إعداد القيادات الفكرية الخضراء لينشروا فكرهم و برامجهم ,  لينأوا بانفسهم عن مسمى حزب الفرد او حزب الدولة .
كما أنهم مطالبون فيما لو أرادوا التميّز داخل هذا الزحام الحزبي , أن يبحثوا عن الأعضاء المميزين فقط داخل المجتمع الأردني ,  و التركيز على الإستقطاب النوعي مستقبلاً من ذوي الخبرات و الإختصاصات النوعية التي تتوافق تخصصاتهم و توجهاتهم العملية مع ما يطمح الحزب إلى تحقيقه من اهداف و سياسات .
 انها فرصة كبيرة و عظيمة للخضر أن يثبتوا صحّة مبادىء مذهبهم السياسي القائم على حماية البيئة و المناداة بالعدالة الاجتماعية و تقديم حلول و برامج الإستدامة التي احوج ما يحتاجها الوطن و المجتمع الأن ,  و لترجمة معاني الخضر الحقيقية كإسم و مفهوم و معنى ,
و بخلافه و فيما لو حاد الخضر عن أهدافهم و ركزوا على الجانب السياسي فقط دونما القضايا الأخرى , فليبحثوا لهم منذ الأن على مكان لهم بين أحزاب المعارضة أو الوسط  او الموالاة , و ليدركوا أنهم باتوا حالة شاذه عن باقي الأحزاب الخضراء من حول العالم .
--------------------------------------------
*  غاندي أبو شرار - مقرر اللجنة التأسيسية لحزب الخضر الأردني




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Thank you for your participation