بخلاف
تجربة سابقة للتأسيس مر بها " حزب الخضر الأردني " قبل عام تقريباً , جوبهت بالوأد و هو ما يزال جنين, فإن عوامل
كثيرة قد تسهم في فشل مساعي الخضر نحو تحقيق اهدافهم التي ينادوا بها مستقبلاً.
فالمشهد
الحزبي في
الأردن و الذي يزدحم كماً و نوعاً بالأحزاب السياسية , لدرجة أني أجد احياناً صعوبة
كباحث في شئون الاحزاب في تذكر أسماء بعض أمنائها العامين نظرا لعددهم الكثير , تتجه معظم أحزابنا و بالتالي أهدافها و برامجها نحو العمل و التخصص و المشهد السياسي فقط , رغم
ان انظمتها الداخلية تذكر أهداف تدعو للعمل في مجالات اخرى متعددة كثيرة , دونما أي
تركيز يذكر عليها على ارض الواقع , و هذا
ما قد يكون أحد عوامل فشل الخضر الرئيسية فيما لو ساروا في نفس الاتجاه و حادوا عن
اهدافهم الرئيسية التي انشأوا حزبهم لاجلها و تحولوا من حزب ذو سياسة خضراء إلى
حزب سياسي بحت .
أعتقد أنه ينبغي على الخضر أيضاً أن يدعّموا حزبهم منذ التأسيس
بالنشطاء البيئين , و أن يحصّنوه بالأفكار و الدراسات الخضراء التي تظهر اهمية و
فوائد تطبيق السياسة الخضراء داخل المجتمع الاردني , و أن يولوا قضايا العدالة
الاجتماعية المهمّشة و تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة عناية كبيرة في العمل و
التخطيط و البرامج و العمل , فمجال العمل في هذه المجالات كبير جداً و يكاد لا ينتهي و يستغرق منهم جهداً و وقتاً في
الإعداد و التنفيذ و التطبيق , و الكثير أيضاً
من الدراسات التي تسبق كل ذلك و ذاك .
هم مطالبون بتاهيل و إعداد القيادات الفكرية الخضراء لينشروا
فكرهم و برامجهم , لينأوا بانفسهم عن مسمى
حزب الفرد او حزب الدولة .
كما أنهم مطالبون فيما لو أرادوا التميّز داخل هذا
الزحام الحزبي , أن يبحثوا عن الأعضاء المميزين فقط داخل المجتمع الأردني , و التركيز على الإستقطاب النوعي مستقبلاً من ذوي
الخبرات و الإختصاصات النوعية التي تتوافق تخصصاتهم و توجهاتهم العملية مع ما يطمح
الحزب إلى تحقيقه من اهداف و سياسات .
انها فرصة كبيرة
و عظيمة للخضر أن يثبتوا صحّة مبادىء مذهبهم السياسي القائم على حماية البيئة و
المناداة بالعدالة الاجتماعية و تقديم حلول و برامج الإستدامة التي احوج ما
يحتاجها الوطن و المجتمع الأن , و لترجمة معاني
الخضر الحقيقية كإسم و مفهوم و معنى ,
و بخلافه و فيما لو حاد الخضر عن أهدافهم و ركزوا على
الجانب السياسي فقط دونما القضايا الأخرى , فليبحثوا لهم منذ الأن على مكان لهم
بين أحزاب المعارضة أو الوسط او الموالاة
, و ليدركوا أنهم باتوا حالة شاذه عن باقي الأحزاب الخضراء من حول العالم .
--------------------------------------------
* غاندي أبو شرار - مقرر اللجنة التأسيسية لحزب الخضر الأردني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
Thank you for your participation